أسباب وعوامل خطر الايدز
فيروسات الايدز تدخل في مجرى الدم حيث تبدا بالبحث عن خلايا جديدة لمهاجمتها
عادة، تهاجم خلايا الدم البيضاء والاضداد الكائنات الحية (Organisms) الغريبة التي تغزو الجسم وتقوم بتدميرها. يتم تنظيم وتنسيق ردة الفعل هذه بواسطة خلايا دم بيضاء تسمى لمفاويات (او: خلايا لمفاوية / لمفية - Lymphocytes) من نوع CD4. وتشكل هذه اللمفاويات، ايضا، الهدف المركزي لفيروس الايدز، الذي يهاجم هذه الخلايا ويتغلغل الى داخلها. وبعد نجاح فيروس الايدز باختراق هذه الخلايا، يقوم بادخال مادته الجينية اليها، وبهذه الطريقة يقوم باستنساخ (مضاعفة) نفسه. ثم تبدا فيروسات الايدز الجديدة، المستنسخة، بالخروج من الخلية اللمفية المضيفة والدخول في مجرى الدم، حيث تبدا هناك بالبحث عن خلايا جديدة لمهاجمتها.
في تلك الاثناء تموت الخلية اللمفية المضيفة وخلايا CD4 السليمة المجاورة بسبب تاثيرات فيروس الايدز المهاجم. وتشكل هذه الظاهرة ظاهرة دورية تعيد نفسها، مرارا وتكرارا. وهكذا يتم، في هذه العملية، انتاج ملايين الخلايا الجديدة من فيروس الايدز يوميا. وفي نهاية هذه العملية، يقل عدد خلايا CD4، حتى الوصول الى نقص مناعة خطير، الامر الذي يعني عدم قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات والجراثيم المسببة للامراض والتي تهاجمه.
كيفية الاصابة بعدوى فيروس الايدز: اسباب الايدز
قد تحصل الاصابة بعدوى فيروس الايدز (HIV) بعدة طرق، بينها:
احد ابرز اسباب الايدز هي من خلال " الاتصال الجنسي ": وهي اهم اسباب الايدز ويمكن الاصابة بالعدوى بفيروس الايدز عن طريق اتصال جنسي مهبلي، فموي او شرجي، مع شريك (شريكة) حامل لفيروس الايدز، لدى دخول احد هذه الامور الى الجسم: الدم، المني او الافرازات المهبلية (من الشريك او الشريكة). ومن اسباب الايدز والاصابة بالعدوى بفيروس الايدز، ايضا، في حال الاستعمال المشترك لادوات (العاب) جنسية لم يتم غسلها وتنظيفها او لم يتم تغليفها بعازل ذكري (Condom) نظيف بين الاستعمال والاخر.
يعيش فيروس الايدز في المني او في الافرازات المهبلية التي تدخل الى الجسم، عند الممارسة الجنسية، من خلال جروح او تمزقات صغيرة موجودة احيانا في المهبل او في المستقيم (Rectum – الجزء من الامعاء الغليظة بين القولون الحوضي وقناة الشرج). واذا كان شخص ما حاملا لمرض جنسي معد اخر، فانه يكون اكثر عرضة للاصابة بفيروس الايدز. وخلافا لما كان يعتقده الباحثون في الماضي، فحتى النساء اللواتي يستعملن مبيد المني (Spermicide) من نوع نونوكسينول 9 (Nonoxynol 9) معرضات، هن ايضا، للاصابة بفيروس الايدز. ذلك ان مبيد المني هذا ينبه الغشاء المخاطي الداخلي للمهبل، الامر الذي قد يحدث شقوقا وتمزقات يمكن لفيروس الايدز ان ينفذ من خلالها الى داخل الجسم.
احد اسباب الايدز والعدوى بفيروس الايدز من دم ملوث: في بعض الحالات، من الممكن ان ينتقل فيروس الايدز بواسطة الدم او مشتقات الدم، التي تعطى لانسان عن طريق الحقن بالوريد وهو احد اسباب الايدز المنتشرة (نقل الدم الوريدي - Intravenous transfusion). منذ العام 1985، تقوم المستشفيات وبنوك الدم في الولايات المتحدة بفحص الدم المتبرع بغية الكشف عن اية اضداد لفيروس الايدز يمكن ان تكون فيه. وقد قلصت هذه الفحوصات، بشكل كبير، اخطار التعرض لفيروس الايدز من جراء النقل الوريدي، بالاضافة الى تحسين فرز المتبرعين وتصفيتهم.
العدوى بفيروس الايدز بواسطة ابر الحقن: ينتقل فيروس الايدز بسهولة بواسطة الابر او الحقن الملوثة التي لامست دما ملوثا.
ان استعمال ادوات مشتركة للحقن الوريدي يزيد من خطر التعرض لفيروس الايدز وامراض فيروسية اخرى، مثل التهاب الكبد. يزداد خطر الاصابة بالعدوى بفيروس الايدز مع ازدياد اسباب الايدز مثل، استعمال المخدرات عن طريق الحقن الوريدي او ممارسة علاقة جنسية بدون وقاية. ان الطريقة الافضل للوقاية من الاصابة بالعدوى بفيروس الايدز هي الامتناع عن استعمال مخدرات تـحقن بالوريد. اما اذا لم تكن هذه الامكانية متوفرة، فمن الممكن تقليص خطر الاصابة بواسطة استعمال ادوات حقن تستعمل لمرة واحدة ومعقمة.
العدوى بفيروس الايدز بوخزة ابرة عرضية: ان احتمال انتقال فيروس الايدز بين حاملي فيروس الايدز وبين طاقم الخدمات الطبي، بواسطة وخزة ابرة عرضية هو احتمال ضئيل جدا. ويميل المختصون الى تقدير الاحتمال بنسبة تقل عن (1%).
انتقال فيروس الايدز من ام الى طفلها: تدل الاحصائيات على ان نحو 600،000 طفل صغير يصابون بعدوى فيروس الايدز، سنويا، سواء في فترة الحمل او من جراء الرضاعة. لكن خطر اصابة الجنين بالعدوى بفيروس الايدز عند تعاطي الام علاجا لفيروس الايدز خلال فترة الحمل يقل بدرجة كبيرة جدا.
في الولايات المتحدة الامريكية، تخضع غالبية النساء الى فحوصات مبكرة لاكتشاف اضداد فيروس الايدز، كما تتوفر لهن ادوية لمعالجة الفيروسات القهقـرية (Retroviruses).
لكن الوضع في الدول النامية مختلف، حيث تفتقر غالبية النساء الى الوعي بحالاتهن الصحية ولاحتمال اصابتهن بفيروس الايدز، وحيث فرص وامكانيات علاج الايدز محدودة جدا، في الغالب، او انها غير متوفرة، اطلاقا. وحين لا تتوفر الادوية، فمن المفضل الولادة بعملية قيصرية بدلا من الولادة المهبلية العادية.
اما الامكانيات والبدائل الاخرى، كالتعقيم المهبلي مثلا، فلم تثبت نجاعتها.
طرق اخرى لانتقال عدوى فيروس الايدز: ثمة حالات نادرة يمكن ان ينتقل فيها فيروس الايدز لدى زرع الاعضاء او انسجة، او عن طريق ادوات عمل طبيب الاسنان، اذا لم يتم تعقيمها كما ينبغي.
عمليات لا يمكن نقل فيروس الايدز من خلالها:
لكي تحصل الاصابة بعدوى فيروس الايدز يجب ان يدخل الى الجسم احد هذه: دم ملوث (مصاب)، سائل مني ملوث او افرازات مهبلية ملوثة. ومن هنا، فان الاصابة بالعدوى بفيروس الايدز لا تحصل من خلال اتصال يومي عادي مع شخص مصاب بفيروس الايدز، مثل: العناق، القبلة، الرقص او مصافحة اليد.
اي انسان، في اي سن، من اي جنس او ميول جنسية يمكن ان يصاب بعدوى فيروس الايدز، لكن خطر الاصابة بفيروس الايدز يرتفع عند:
ممارسة علاقة جنسية بدون وقاية مع العديد من الاشخاص. ولا تختلف درجة الخطر سواء كان الشخص يمارس الجنس مع الجنس الاخر (Hetrosexual)، المماثل (Homosexual) او الجنسين معا (Bisexual). والعلاقة الجنسية بدون وقاية تعني اقامة اتصال جنسي بدون عازل ذكري (Condom)
ممارسة علاقة جنسية مع شريك/ة يحمل فيروس الايدز
شخص مصاب بمرض جنسي معد اخر، مثل: الزهري (Syphilis)، الهربس (Herpes)، المتدثـرة (Chlamydia)، داء السيلان (Gonorrhea) او المهبل الفيروسي
استعمال متكرر، عدة مرات، لحقـن وابر مشتركة عند تعاطي المخدرات بالحقن الوريدي
عدم وجود كمية كافية من مورثة (جين) CCL3L1 المساعدة على محاربة فيروس الايدز
الاطفال المولودون حديثا والاطفال الرضع لامهات يحملن فيروس الايدز، لكن لم يتلقين علاجا وقائيا.
مضاعفات الايدز
يشكل مرض السل في الدول النامية التلوث الانتهازي الاكثر انتشارا ارتباطا بتلوث فيروس الايدز
الخمج (العدوى / التلوث - Infection) الناجم عن فيروس الايدز يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الشخص حامل فيروس الايدز عرضة للاصابة بالعديد من الامراض التلوثية (المعدية) الناجمة عن جراثيم، فيروسات، فطريات او طفيليات. كما يصبح الجسم عرضة للاصابة بانواع معينة من السرطان. غير ان علاج الايدز بادوية مضادة للفيروسات القهقرية قد قلل بصورة ملحوظة من عدد التلوثات الانتهازية ومن انواع السرطان المختلفة التي تهاجم المرضى المصابين بفيروس الايدز.
ويمكن الافتراض، اليوم، بان هذه التلوثات سوف تظهر لدى الاشخاص الذين لم يتلقوا اي علاج.
اخماج / تلوثات جرثومية (Bacterial infections):
الالتهاب الرئوي الجرثومي: هناك العديد من الجراثيم التي قد تؤدي الى الاصابة بالتهاب رئة جرثومي، يمكن ان ينشا تلقائيا جراء تلوث في الرئة نفسها او نتيجة لالتهاب في المسالك الهوائية التنفسية العلوية، بسبب البرد او الانفلونزا.
معقـد المتفطرة الطيرية (Mycobacterium avium complex – MAC): هو تلوث ينجم عن مجموعة الجريثمات (Microbacteria) تسمى، باختصار، MAC . هذه الجريثمات تسبب، عادة، تلوثا في الجهاز التنفسي. ولكن، اذا كان تلوث الـ HIV قد بلغ مراحله المتقدمة وانخفض تعداد اللمفاويات من نوع CD4 الى ما دون الـ 50، فمن المرجح ان ينشا تلوث متعدد النظم، قادر على اصابة اي عضو، تقريبا، من اعضاء الجسم الداخلية، بما في ذلك نقي العظم (نخاع العظام - Bone marrow)، الكبد او الطحال.
ويسبب تلوث MAC مجموعة من الاعراض، مثل: ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)، التعرق الليلي، فـقد الوزن، الام البطن والاسهال.
السل (Tuberculosis - TB): يشكل مرض السل في الدول النامية التلوث الانتهازي الاكثر انتشارا ارتباطا بتلوث فيروس الايدز. ويعتبر السل المسبب الاول للوفاة بين مرضى الايدز. الملايين من الاشخاص حول العالم مصابون بمرضي الايدز والسل معا، وينظر العديد من الخبراء الى التلوثين باعتبارهما وباءين توامين. وذلك نظرا لوجود علاقة تكافلية قاتلة بين الايدز وبين السل، اذ يحفز كل منهما ظهور الاخر.
الانسان المريض بالايدز اكثر عرضة للاصابة بمرض السل، كما يزداد خطر انتقال فيروس الايدز لديه من فيروس خامد الى فيروس فعال. بالاضافة الى ذلك، يزيد مرض السل من وتيرة ومعدل تكاثر فيروس الايدز. ناهيك عن ان مرض السل قد يهاجم الاشخاص المصابين بفيروس الايدز قبل سنوات عديدة من ظهور اية اعراض من شانها ان تدل على الاصابة بفيروس الايدز. ويشكل الظهور المفاجئ للسل – خارج الرئتين في الغالب - احد الاعراض الاولية لعدوى الايدز.
اذا ما بينت الفحوص ان شخصا ما يحمل فيروس الايدز، فعندئذ يوصى باخضاعه على الفور لفحص يخصص للكشف عن السل. واذا ما كانت نتتيجة فحص السل ايجابية، فعندئذ يوصى باجراء تصوير للرئتين وفحوص ضرورية اخرى لكشف ما اذا كان مرض السل خامدا ام فعالا. واذا كان المرض غير فعال، فهناك عدة علاجات طبية من شانها منع المرض من التحول الى مرض فعال. ان السل مرض يثير قلقا اكبر واشد من الامراض الانتهازية الاخرى، نظرا لكونه مرضا معديا جدا.
ويثير قلقا اكبر واشد، وخاصة لدى المرضى الذين يحملون فيروس الايدز او الايدز، نوع من السل حصين للادوية ولا يمكن معالجته بالادوية التقليدية، مثل المضادات الحيوية.
السلمونيلـة (Salmonella) - التهاب الامعاء : ينتقل هذا المرض التلوثي المعدي عن طريق الماء او الطعام الملوثين. وتشمل اعراضه: الاسهال الحاد، ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)، القشعريرة، الام البطن والقيء احيانا. وبالرغم من ان كل من يتعرض لجرثومة السلمونيلة يصاب بالمرض، الا ان مرض السلمونيلة اكثر انتشارا لدى حاملي فيروس الايدز. من الممكن تقليص خطر الاصابة بالمرض عن طريق غسل اليدين جيدا بعد ملامسة الطعام او الحيوانات، والاهتمام بطهي اللحوم والبيض كما ينبغي.
ورم وعائي (ورم في الاوعية الدموية): يحدث هذا التلوث نتيجة لفيروس يدعى (Bartonella henselae) اعراضه الاولية هي بقع ارجوانية الى حمراء اللون تظهر على الجلد. الاعراض قريبة جدا من اعراض ساركومة كابوزي (Kaposi's sarcoma) غير انها قادرة على الانتشار الى مناطق واعضاء اخرى في الجسم، بما في ذلك الكبد والطحال.
اخماج فيروسية (Viral infections):
الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus - CMV): هذا الفيروس الشائع والمسبب للهربس (الحلا - Herpes) ينتقل، بالاساس، بواسطة سوائل الجسم، مثل: اللعاب، الدم، المني وحليب الام.
يستطيع الجهاز المناعي السليم ان يبطل مفعول هذا الفيروس محولا اياه الى فيروس خامل في الجسم. ولكن، حين يكون الجهاز المناعي ضعيفا يصبح الفيروس فعالا وقد يسبب اضرارا في العينين، في الجهاز الهضمي، في الرئتين وفي اعضاء اخرى من الجسم. ويسبب فيروس CMV، في اغلب الحالات، تلوثات والتهابات في شبكية العين (CMW retinitis). واذا لم تتم معالجة مثل هذا الالتهاب في العين فقد يتفاقم الى درجة العمى الكلي.
التهاب الكبد الفيروسي (Hepatitis): تشمل اعراض التهاب الكبد الفيروسي: اصفرار بياض العين (اليرقان - jaundice)، التعب، الغثيان، الام البطن، فقدان الشهية والاسهال. هنالك عدة انواع من التهاب الكبد الفيروسي، غير ان هناك ثلاثة انواع منتشرة بشكل خاص هي: B، A و C.
قد يؤدي التهاب الكبد من النوعين B،C الى تلوث مزمن ومستمر، الامر الذي يزيد من خطر الاصابة بمضاعفات بعيدة المدى، مثل: تليف او تشمع الكبد (Cirrhosis) وسرطان الكبد. واذا كان شخص ما يحمل فيروس الايدز واصيب بالتهاب الكبد الفيروسي، فعندئذ قد يكون معرضا للاصابة، مستقبلا، بتسمم الكبد نتيجة للادوية التي سيضطر الى تناولها لمعالجة ذلك المرض.
الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus – HSV): ان فيروس الهربس البسيط، الذي يسبب ظهور الهربس في الاعضاء التناسلية غالبا، ينتقل عند ممارسة جنس شرجي او فموي بدون وقاية. وتشمل الاعراض الاولية لهذا المرض: الاما او تهيجا وحكة في مناطق الاعضاء التناسلية. ثم تظهر، بعد ذلك، بثور تحتوي على سوائل تنفجر وتنزف في مناطق الاعضاء التناسلية، المؤخرة وحول فتحة الشرج. وبالرغم من ان هذه الجروح تشفى، عادة، من تلقاء نفسه، الا ان الفيروس يعود ويظهر بشكل دوري مسببا نفس الاعراض، مرارا وتكرارا.
واذا كان شخص ما حاملا لفيروس الايدز، فالمرجح ان يكون التلوث الجلدي الناجم عن فيروس الهربس البسيط لديه اكثر شدة وخطورة مما يمكن ان يكون عليه لدى الاشخاص الاصحاء، وقد يحتاج احيانا الى وقت اطول لشفاء الجراح. كذلك، من المرجح ان تكون اعراض الهربس العامة لديه اشد خطورة. فبالرغم من ان الهربس مرض لا يشكل خطورة على الحياة، الا انه قد يؤدي، في الحالات الخطيرة، الى العمى او الى ضرر دماغي.
فيروس الورم الحليمي البشري (Human papilloma virus): يعتبر هذا الفيروس احد الفيروسات الاكثر انتشارا بين الفيروسات المنتقلة عن طريق الاتصال الجنسي. تسبب بعض انواع هذا الفيروس ظهور ثاليل بسيطة. وقد تسبب انواع اخرى منه ظهور الثاليل في منطقة الاعضاء التناسلية. واذا ما كان شخص ما حاملا لفيروس الايدز فانه يكون اكثر عرضة للاصابة بتلوث ناجم عن فيروس الورم الحليمي، اضافة الى احتمال زائد لاصابته بتلوثات متكررة يسببها هذا الفيروس. ويشكل التلوث الناجم عن فيروس الورم الحليمي خطرا كبيرا، بشكل خاص، على النساء لانه يزيد من احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم.
ان اجتماع فيروس الايدز وفيروس الورم الحليمي البشري معا يزيد من درجة الخطر لدى النساء بشكل كبير، اذ وجد ان سرطان عنق الرحم يهاجم النساء الحاملات لفيروس الايدز، بصورة اشد خطورة وفتكا. وقد صادقت ادارة الاغذية والادوية الامريكية، في العام 2006 للمرة الاولى، على استخدام لقاح (Vaccine) ضد الانواع الاشد خطورة من فيروس الورم الحليمي.
وقد تبين ان هذا اللقاح فعال، بالاساس، عند اعطائه لفتيات قبل ان يبدان بممارسة علاقات جنسية، لكنه فعال وناجع ايضا للنساء الشابات حتى سن 26 عاما اللواتي تمارسن علاقات جنسية اعتيادية. اما اذا كان هذا اللقاح غير ملائم لسيدة حاملة لفيروس الايدز و/او تمارس علاقات جنسية من غير وقاية مع عدد كبير من الشركاء، فمن المفضل ان تخضع لفحص لكشف سرطان عنق الرحم يدعى "اختبار بابانيكولاو" (Papanicolaou test) (او: مسحة عنق الرحم المخبرية - Pap smear) مرة واحدة كل سنة، اذ يتم في هذا الاختبار فحص خلايا اخذت من عنق الرحم بغية نفي احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم، بورم حليمي او بامراض جنسية اخرى تنتقل بالعلاقات الجنسية.
ويوصى كل انسان يمارس الجنس الشرجي بالخضوع لفحص خاص لكشف السرطان في فتحة الشرج، نظرا لان فيروس الورم الحليمي يزيد من خطر الاصابة بهذا السرطان لدى كل من الرجال والنساء، على حد سواء.
اعتلال بيضاء الدماغ العديد البؤر المترقي (Progressive multifocal leukoencephalopathy – PML): التهاب الدماغ الفيروسي هو التهاب حاد تسببه الفيروسة التورامية البشرية (Human polyomavirus) من نوع (JCV - John cunningham virus). وتختلف اعراض المرض وعلاماته الاولية، من حالة الى اخرى، وتشمل: صعوبات في التكلم، ضعف في جهة واحدة من الجسم، فقدان القدرة على الرؤية في احدى العينين او كلتيهما او فقدان الاحساس في احد الاطراف.
اما التهاب السحايا الفيروسي فيظهر فقط عند اصابة الجهاز المناعي بضرر كبير.
اخماج فطرية (Fungal infections):
داء المبيضاتداء المبيضات (Candidiasis): يعد فطار (مرض متسبب من فطر – Mycosis) داء المبيضات احد اكثر التلوثات الخاصة بمرضى الايدز انتشارا. يؤدي داء المبيضات الى نشوء طبقة بيضاء سميكة فوق غشاء الفم، اللسان (فطر الفم والحنجرة)، المريء (مبيضة المريء - Candida esophagitis) او في المهبل. تكون الاعراض اكثر حدة لدى الاطفال، عامة، وتظهر بالاساس في الفم والمريء، مسببة الاما حادة وصعوبات في تناول الاكل.
التهاب السحايا بالمستخفيات (Cryptococcal meningitis): التهاب السحايا هو التهاب يصيب السحايا (غلاف الحبل الشوكي والدماغ - Meninges) والسوائل الحاوية والحافظة للدماغ ومنطقة النخاع الشوكي. والتهاب السحايا بالمستخفيات هو التهاب في الجهاز العصبي المركزي وهو منتشر لدى حاملي ومرضى الايدز (HIV). يحدث هذا الالتهاب نتيجة لفطر موجود في التربة. كما يتواجد الفطر، ايضا، في افرازات الطيور والخفافيش.
وتشمل اعراض هذا الالتهاب: الصداع، ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمى)، تصلب (تيبس) الرقبة وحساسية مفرطة للضوء. من الممكن معالجة التهاب السحايا بالمستخفيات بواسطة ادوية مضادة للفطريات، لكن الاكتشاف والعلاج المبكرين هما اساس الشفاء. والتهاب السحايا هو مرض خطير جدا قد يسبب مضاعفات وتعقيدات صعبة جدا، بل قد يسبب الموت حتى، خلال فترة زمنية قصيرة. في حال الاصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات ينبغي الخضوع لعلاج دوائي طويل الامد من اجل ضمان عدم معاودة المرض مستقبلا.
اخماج طفيلية (Parasitic infections):
التهاب رئوي بالمتكيسة الجؤجؤية (PCP - Pneumocystis carinii pneumonia): على الرغم من ان العلاج بالادوية المضادة للفيروسات القهقرية اثبت قدرته على التقليل من عدد المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي من نوع PCP، الا ان هذا المرض لا يزال احد الامراض الاكثر انتشارا بين حاملي ومرضى فيروس الايدز في الولايات المتحدة. ويصيب هذا الالتهاب الرئتين مسببا ضيق النفس. ومن بين اعراضه، ايضا: السعال المتواصل، ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).
داء المقوسات (Toxoplasmosis): هذا التلوث، الذي قد يسبب الوفاة احيانا، يسببه طفيلي يدعى المقـوسة الغوندية (او: القـندية - Toxoplasma gondii). ينتشر هذا الطفيلي، بالاساس، بواسطة القطط. تنقل القطط المصابة بالطفيلي المرض عن طريق البراز او من خلال نقله الى حيوانات اخرى. ويصاب بنو البشر بهذا الطفيلي، بشكل عام، عند لمسهم افواههم بايديهم دون غسلها جيدا بعد معالجة فراش قططهم، او نتيجة اكلهم لحما غير مطبوخ بشكل كاف، الغنم او الغزلان.
بعد التعرض اليه، ينتشر هذا الطفيلي الى جميع اعضاء الجسم، بما فيها القلب، العينان والرئتان. وقد يتفاقم داء المقوسات لدى الاشخاص الحاملين للايدز او المصابين به فيتطور الى مرض الـتهاب الدماغ (Encephalitis). وتشمل اعراضه: التوهان الحيزي (عدم القدرة على التوجه المكاني - Spatial disorientation)، اختلاجات (Convulsios) وصعوبات في السير والكلام.
داء خفيات الابواغ (Cryptosporidiosis): تلوث يسببه طفيلي موجود، عادة، في امعاء الحيوانات المختلفة. ينتقل عادة بعد استهلاك ماء او غذاء ملوث بالطفيلي. يتطور الطفيلي في الامعاء وفي القـنيات الصفراوية (قنيات المرارة - Biliary ducts)، فيسبب الاسهال الحاد والمزمن لدى الاشخاص الحاملين لفيروس الايدز او المصابين به.
السرطان (Cancer):
ساركومة (غرن) كابوزي (Kaposi's sarcoma): هو ورم سرطاني ينشا ويتطور على جدران الاوعية الدموية. وبالرغم من كون هذا النوع من السرطان نادرا بين الاشخاص غير الحاملين لفيروس الايدز، الا انه منتشر جدا بين حاملي فيروس الايدز. يظهر هذا النوع من السرطان بشكل عام كبقع ارجوانية الى حمراء اللون على الجلد وفي تجويف الفم. وتظهر هذه البقع بلون بني غامق او اسود لدى الاشخاص ذوي البشرة الداكنة اللون. وقد تصيب ساركومة كابوزي اعضاء الجسم الداخلية ايضا، بما في ذلك الجهاز الهضمي والرئتان.
ولا يزال العلماء يواصلون البحث عن توليفات جديدة من ادوية العلاج الكيميائية لمعالجة هذا النوع من السرطان، وذلك في موازاة البحث، ايضا، عن طرق حديثة لاعطاء هذه الادوية. وبالاضافة الى ذلك، وكما في معظم التلوثات الانتهازية المتعلقة بالايدز، فقد قلص استعمال مضادات الفيروسات القهقرية من انتشار هذا النوع من السرطان، كما خفف من عدد وحجم الجروح الظاهرة لدى الاشخاص الذين اصيبوا به.
لمفومة لاهودجكينية (Non Hodgkin's lymphoma- ): مصدر هذا السرطان في اللمفاويات (الخلايا اللمفية)، التي هي نوع من انواع خلايا الدم البيضاء. تتمركز اللمفاويات في النـقي (نخاع العظم - Bone marrow)، الغدد اللمفية، الطحال، الجهاز الهضمي والجلد. وتبدا هذه اللمفومة في الغدد اللمفية، عادة، رغم انها يمكن ان تبدا في اي عضو من اعضاء الجسم. وتشمل اعراضها الاولية: الانتفاخ، غير مصحوب باوجاع، في الغدد اللمفية في منطقة الرقبة، في الابط او في الاربية (Groin).
مضاعفات اخرى:
فـقد الوزن (متلازمة الهزال - Wasting Syndrome): اعتماد برامج علاجية صارمة ادى الى تقليص ظاهرة فقد الوزن لدى مرضى الايدز، لكن هذا العرض ما زال يصيب العديد من المرضى. ويعرف فـقد الوزن بانه فقدان اكثر من 10% من وزن الجسم، بحيث يكون مصحوبا في احيان عديدة باسهال، ضعف مزمن وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
مضاعفات عصبية: على الرغم من ان مرض الايدز لا يهاجم الخلايا العصبية، الا انه قد يؤدي الى مضاعفات عصبية، مثل: الارتباك، فقدان الذاكرة، التغيرات السلوكية، الاكتئاب، القلق وصعوبات في المشي. واحد الاعراض العصبية الاكثر انتشارا هو الخرف (Dementia)، الذي يؤدي الى حصول تغيرات سلوكية ويحد من اداء الدماغ. ويتمثل العلاج، بشكل عام، في اعطاء ادوية مضادة للفيروسات القهقرية.
تشخيص الايدز
الفحص الماخوذ من سوائل الفم يعطي نتائج دقيقة، بنفس دقة النتائج التي يعطيها فحص الدم
يتم تشخيص الايدز بواسطة فحص الدم او فحص الغشاء المخاطي في الفم لكشف عما اذا كانت ثمة اضداد لفيروس الايدز. وتوصي مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الامريكية (Centers for Disease Control and Prevention - CDC) باجراء فحوصات الايدز هذه للمراهقين والبالغين، في الاعمار بين 13 و 64 عاما، كجزء اساسي من الفحوصات الطبية الروتينية.
توصي مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها بان يخضع لفحوصات الايدز مرة واحدة في السنة، على الاقل، كل شخص ينتمي الى اي واحدة من مجموعات الخطر المذكورة اعلاه.
للاسف، فان فحوصات الايدز لا تعطي نتائج دقيقة تماما حين يتم اجراؤها بعد التعرض لفيروس الايدز على الفور، وذلك لان جسم الانسان في حاجة الى بعض الوقت لتطوير الاضداد الملائمة لفيروس الايدز. وربما يحتاج الامر الى 12 اسبوعا على الاقل منذ لحظة التعرض لعدوى فيروس الايدز ، بل قد تطول المدة في بعض الحالات النادرة الى نحو ستة اشهر او اكثر لكي يكون بالامكان الكشف عن وجود فيروس الايدز في الجسم.
الفحوصات التي تمكن من تشخيص الايدز :
مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالانزيم - اليزا (Enzyme - linked immunosorbent assay - ELISA) واختبارات اللطخة الغربية (Western Blot Test)
طيلة سنوات عديدة، كان الفحص الوحيد المتوفر لاكتشاف وجود اضداد لفيروس الايدز في الجسم هو فحص "اليزا"، الذي يكشف عن اضداد فيروس الايدز في عينة دم تم اخذها من الشخص المعني. فاذا كانت نتائج الفحص ايجابية، اي بينت وجود اضداد فيروس الايدز في الدم، يتم اجراء الفحص مرة ثانية. واذا كانت النتائج ايجابية في الفحص المعاد (في المرة الثانية)، ايضا، فسيتوجب على الشخص المعني نفسه اجراء فحص دم اضافي يدعى "اختبار اللطخة الغربية" (Western Blot Test)، الذي يفحص وجود بروتينات الايدز (HIV) في الدم.
يكتسب "اختبار اللطخة الغربية" اهمية خاصة في تشخيص الايدز نظرا لان الدم قد يحتوي على اضداد هي ليست اضداد فيروس الايدز، لكنها قادرة على تشويش نتائج فحص "اليزا" واعطاء نتيجة ايجابية، بينما هي في الحقيقة نتيجة مغلوطة.
وقد اتاح استخدام هذين الفحصين معا، في حينه، التاكد من الحصول على نتائج دقيقة، فكان تشخيص الايدز الذي يؤكد حمل فيروس الايدز يعتبر نهائيا وموثوقا فقط بعد الحصول على نتائج ايجابية في الفحوصات الثلاثة المفصلة اعلاه.
لكن العيب الاساسي والكبير في هذه الفحوصات هو الحاجة الى الانتظار مدة اسبوعين للحصول على نتائج الفحوصات الثلاثة كلها، الامر الذي قد يكلف ثمنا نفسيا بالغا وقد يؤدي الى عدم رجوع الشخص المعني الى العيادة للحصول على نتائج فحوصاته.
فحوصات سريعة:
هنالك، اليوم، العديد من الفحوصات السريعة التي تعطي نتائج دقيقة وموثوقة في غضون نحو 20 دقيقة. وتهدف هذه الفحوصات الى الكشف عن وجود اضداد فيروس الايدز في الدم او في السوائل في اللثة العلوية، او السفلية، بعد اخذ عينات منها.
الفحص الماخوذ من سوائل الفم يعطي نتائج دقيقة، بنفس دقة النتائج التي يعطيها فحص الدم، بل ويوفر عناء اخذ الدم. ولكن، عند الحصول على نتيجة ايجابية في الفحص السريع يتوجب اجراء فحص دم للتاكد من النتيجة.
ونظرا لكون هذه الفحوصات حديثة العهد، نسبيا، فقد صودق على اجرائها، بداية، في عدد محدد من المختبرات المؤهلة فقط، ولذا فمن المحتمل الا تكون هذه الفحوصات متاحة في كل مكان.
فحوصات بيتية:
اجازت ادارة الاغذية والادوية الامريكية (FDA)، مؤخرا، استخدام طقم عدة لفحص يجرى في البيت للكشف عن مرض الايدز. وتتولى تسويق هذا الفحص البيتي المسمى (Home Access HIV - 1 Test) شركة تدعى (Home Access Health). ويمتاز هذا الفحص بدقته المماثلة لدقة الفحص المخبري. وجميع النتائج الايجابية التي يتم الحصول عليها في هذا الفحص يتم اخضاعها لفحص اضافي اخر. وخلافا للفحص البيتي لكشف الحمل، فان نتائج الفحص البيتي لكشف الايدز لا يتم تحليلها بشكل ذاتي، وانما يتوجب على الشخص المعني الذي يجري الفحص ان يرسل عينة من دمه الى المختبر، ثم الاتصال بعد بضعة ايام للحصول على نتائج الفحص.
هذه الطريقة تضمن الخصوصية، حيث يتم التعرف على الشخص صاحب الفحص بواسطة الرقم الرمزي (Code number) الموجود على كل واحد من اطقم العدة. النقص الاساسي في هذه الطريقة يكمن في عدم حصول الشخص الخاضع للفحص على المشورة الشخصية المباشرة التي كان يمكن ان يحصل عليها لدى توجهه الى الطبيب المعالج او الى العيادة، وذلك بالرغم من انه يعرض عليه توجيهه الى الخدمات الطبية او الى الخدمات الاجتماعية.
بصرف النظر عن الفحص المحدد الذي يختار الشخص اجراءه والخضوع اليه، فحص تختار الخضوع، ففي حال اكتشاف حمله لفيروس الايدز، يتوجب عليه اولا ابلاغ شريك/ة حياته بالامر، فورا، لكي يتمكن هو الاخر من اجراء الفحص واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
في حال حصول شخص ما على نتيجة ايجابية تبين انه يحمل فيروس الايدز، فبامكان طبيبه المعالج مساعدته في تقدير المراحل المتوقعة لتطور مرض الايدز، اذ ان هذا الفحص يبين كمية الفيروسات الموجودة في الدم (الحمولة الفيروسية).
وقد اظهرت الابحاث ان الاشخاص ذوي الحمولة الفيروسية المرتفعة يمرضون اكثر من ذوي الحمولة الفيروسية المنخفضة.
كما يتم اجراء فحوصات الحمولة الفيروسية ايضا لتحديد موعد البدء بالمعالجة الدوائية وموعد تغييرها.
علاج الايدز
عند اكتشاف فيروس الايدز للمرة الاولى، في سنوات الـ 80 من القرن الماضي، لم يكن يتوفر الا القليل من الادوية لعلاج فيروس الايدز والتلوثات / الاخماج الانتهازية المرافقة له. ولكن منذ ذلك الوقت، تم تطوير العديد من الادوية لعلاج فيروس الايدز (HIV)، الايدز والتلوثات الانتهازية المرافقة له. وقد ساعدت هذه الانواع من علاج الايدز العديد من الاشخاص، بما في ذلك الاطفال، ورفعت من جودة حياتهم.
يقدر الباحثون في معاهد الصحة الوطنية الامريكية (National Institutes of Health - NIH) ان علاج الايدز والادوية المضادة للفيروسات القهقرية التي اعطيت للمرضى المصابين بمرض الايدز في الولايات المتحدة منذ العام 1989 منحت هؤلاء المرضى اضافة تعد ببضع سنوات على مؤملات الحياة (Life expectancy) لديهم. لكن ايا من هذه الادوية لا يشكل علاجا شافيا لمرض الايدز، ناهيك عن ان للعديد منها اعراضا جانبية قاسية، اضافة الى كونها مكلفة جدا. وزيادة على هذا كله فان علاج الايدز وتناول مثل هذه الادوية لسنوات طويلة، تزيد احيانا عن 20 سنة، يفقدها مفعولها ونجاعتها نظرا لان العديد من المرضى المصابين بمرض الايدز المعالجين بها يطورون قدرة على تحملها ومقاومتها فلا يعودون يتاثرون بها. وعلى ضوء ذلك، تجرى ابحاث حثيثة لتطوير وانتاج ادوية جديدة تكون قادرة على مساعدة هؤلاء المرضى المصابين بمرض الايدز.
ارشادات وتوجيهات من اجل علاج الايدز:
عكفت مجموعة رائدة من الباحثين في موضوع علاج الايدز على صياغة لائحة من التوصيات الموجهة الى مرضى الايدز تتضمن ارشادات توجيهات تتعلق بعلاج الايدز المضادة للفيروسات القهقرية. تعتمد هذه التوصيات على افضل المعلومات التي توفرت حتى كتابة التوصيات.
AIDSinfo - هو برنامج لخدمات الصحة العامة في الولايات المتحدة، يهدف الى حتلنة، تحديث وتحسين هذه التوصيات وفقا للمعلومات الاحدث المكتشفة عن مرض الايدز. وبحسب قائمة التوصيات الحالية، ينبغي على علاج الايدز ان يركـز على كبت واخفاء اعراض الايدز لاطول فترة زمنية ممكنة. ويعرف هذا التوجه الهجومي بـ "المعالجة الشديدة الفعالية بمضادات الفيروسات القهقرية" (Highly active antiretroviral therapy - HAART).
الهدف من برنامج (HAART) هو تقليص كمية الفيروسات الموجود في دم المريض الى الحد الادنى الذي لا يمكن فيه حتى ملاحظتها او اكتشافها، رغم ان هذا لا يعني اختفاء مرض الايدز من دمه بشكل كلي ونهائي. ومن الممكن الوصول الى هذه النتيجة عن طريق دمج ثلاثة ادوية او اكثر، معا.
تضع توصيات علاج الايدز نصب اعينها موضوع جودة الحياة، ولذلك فان الهدف الاساسي في علاج الايدز هو ايجاد النظام العلاجي الاكثر سهولة وبساطة والاقل اعراضا جانبية.
في حال كون شخص ما مصابا بفيروس الايدز (HIV) او بمرض الايدز، فمن المهم ان يكون شريكا فعالا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتدابير وخطوات علاج الايدز الخاصة به. وينبغي عليه مناقشة برامج علاج الايدز المعروضة عليه مع طبيبه المعالج، وذلك لتقييم الاخطار والفوائد في كل من العلاجات المقترحة من اجل علاج الايدز، حتى الوصول الى قرار واع وحكيم بشان علاج الايدز، الذي قد يكون معقدا وقد تطول مدته.
ادوية مضادة للفيروسات القهقرية (Anti - retroviral drugs):
تقوم الادوية المضادة للفيروسات القهقرية بكبح نمو وتكاثر فيروس الايدز (HIV) في المراحل المختلفة من دورة حياته. وتتوفر هذه الادوية بسبع مجموعات مختلفة:
مثبطات انزيم المنتسخة العكسية المضاهئ للنوكليوزيد (Nucleoside analog reverse - transcriptase inhibitors - NARTIs or NRTIs)
مثبطات البروتياز (Proteaseinhibitors - PIs)
مثبطات انزيم المنتسخة العكسية اللا نوكليوزيدية (Non - nucleosidereverse - transcriptase inhibitors - NNRTIs)
مثبطات انزيم المنتسخة العكسية النوكليوزيدية (Nucleosidereverse - transcriptase inhibitors - NtRTIs)
مثبطات الاندماج (Fusion inhibitors)
مثبطات الانزيم المدمج (مثبطات الاندماج بالمادة الوراثية - Integrase inhibitos)
Chemokine co - receptor inhibitors.
الاستجابة لعلاج الايدز :
يقاس مدى الاستجابة مع علاج الايدز بحسب مستوى "الحمل الفيروسي" (Viral load - كمية الفيروسات في الدم) لدى المريض. يجب قياس الحمل الفيروسي عند بدء المعالجة الدوائية وبعد ذلك بشكل دوري كل ثلاثة اشهر، طوال مدة علاج الايدز. وفي بعض الحالات الخاصة وغير الاعتيادية يمكن ان تجرى هذه الفحوصات خلال فترات متقاربة اكثر.
طرق جديدة لعلاج الايدز :
لا تزال تشكيلة منوعة وواسعة من الادوية لمعالجة الاعراض الجانبية لفيروس HIV او الايدز في مراحل الاختبار والفحص والتطوير في المختبرات المختلفة.
الوقاية من الايدز
استعمال عازل ذكري جديد لدى اقامة علاقة جنسية ضرورة للوقاية وتجنب الاصابة بفيروس الايدز
لا يتوفر، حتى الان، لقاح فعال يقي من الاصابة بفيروس الايدز، كما لا يتوفر، حتى الان، علاج شاف لمرض الايدز. لكن كل شخص بامكانه وقاية نفسه والاخرين من الاصابة بمرض الايدز، وذلك عن طريق دراسة مرض الايدز وفهم حيثياته والامتناع عن كل ما من شانه ان يعرضه لافرازات ملوثة بفيروس الايدز، مثل: الدم، المني، الافرازات المهبلية وحليب الام.
الاشخاص غير المصابين بمرض الايدز قد يستفيدون من النصائح التالية للوقاية ومنع الاصابة بفيروس الايدز:
التوعية الذاتية وارشاد للاخرين
الوعي بحالة الشريك/ة في اية علاقة جنسية في ما يتعلق بفيروس الايدز ومرض الايدز
ضرورة استعمال عازل ذكري جديد (Condom) لدى اقامة علاقة جنسية
فحص امكانيات الختان (للذكور)
ضرورة استعمال حـقن نظيفة
اعتماد الحذر الشديد عند التعامل مع مشتقات دم من دول معينة
اجراء فحوصات لكشف المرض بشكل دوري وثابت
الابتعاد عن اللامبالاة.
اما الاشخاص الحاملون لفيروس الايدز (HIV) او المصابون بمرض الايدز، فقد تساعدهم النصائح التالية في منع نقل العدوى بفيروس الايدز الى اشخاص اخرين:
ضرورة ممارسة الجنس الامن (بوسائل وقائية) فقط
ضرورة ابلاغ الشريك/ة بحقيقة الحمل لفيروس الايدز
اذا كانت الشريكة حاملا فمن الواجب اخبارها بحقيقة حمل فيروس الايدز
ضرورة ابلاغ الاشخاص الذين من المهم ان يعرفوا الحقيقة
الامتناع عن استعمال الابر، الحقـن او ادوات حـقن خاصة بالاخرين
الامتناع عن التبرع بالدم او التبرع بالاعضاء
الامتناع عن استعمال شفرات الحلاقة او فراشي الاسنان الخاصة بالاخرين
في حالة الحمل، ينبغي التوجه لتلقي علاج طبي بشكل فوري.