قبل الخوض في استعراض تفاصيل اعراض مرض البواسير، يقسم مرض البواسير إلي قسمان أو نوعان، ألا وهما البواسير الخارجية والبواسير الداخلية، هذا بالإضافة إلي أنه كما ذكرنا مسبقاً في قسم علاج البواسير، فإن للبواسير 4 درجات رئيسية للإصابة. والطريقة المثالية لتشخيص البواسير يجب أن تكون من خلال الطبيب المختص بعد أن يفحص المريض إكلينيكياً ويستخدم فحص منظار المستقيم والشرج ويتعرف علي شكاوي المريض، وأحياناً يطلب بعض الفحوصات اللازمة ليتأكد من أن المريض مصاب بمرض البواسير، لكن لماذا نستعرض كل هذا الكلام؟
هذه المقدمة كانت تبسيطاً للموضوع، حيث أن اعراض مرض البواسير تختلف حسب نوع البواسير إما خارجية أو داخلية، ودرجة الإصابة بها من الأولي وحتى الرابعة. أما بخصوص التعريف الشامل والكامل للبواسير بجميع أنواعها ودرجاتها فيمكننا تعريف ما هي البواسير من خلال تعريفها علي أنها عبارة انتفاخات مؤلمة في الأوردة المتواجدة بالجزء الأسفل من المستقيم و/أو فتحة الشرج. ويزيد إحساس المريض بالألم في حالة الجلوس مقارنة مع أي وضعية أخري، والسبب الرئيسي في الإصابة بالبواسير هو تجمع الدم بشكل غير طبيعي بالأوردة المتواجدة في منطقتي الشرج و/أو المستقيم، الأمر الذي يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم بالمنطقة وبالتالي عدم تحمل جدران الأوعية لهذا الوضع الغير طبيعي فتأخذ بالانتفاخ والتمدد.
أما بخصوص تعريف كلاً من نوعي البواسير، فيمكننا تعريف البواسير الخارجية علي أنها تدليات بالأوردة المصابة والملتهبة لخارج المستقيم وفتحة الشرج علي هيئة جلد يميل إلي اللون البني في صورة طيات صغيرة الحجم وبارزة من فتحة الشرج ما يجعل من رؤيتها من الخارج أمراً سهلاً للغاية. وتتسبب البواسير الخارجية في النزف الدموي بينما لا ينتج عنها إلا شعور بحكة بسيطة بالرغم من شعور المصاب بها بالتضايق الشديد عند التبرز. أما بخصوص البواسير الداخلية فهي عبارة عن تدليات للأوردة المصابة داخل الجزء السفلي من المستقيم ولا تظهر من الخارج وغالباً ما تكون غير مؤلمة.
وعلي الجانب الآخر فتختلف اعراض مرض البواسير كما ذكرنا تبعاً لدرجات البواسير وعددها 4 درجات، حيث أن الدرجة الأولي هي أبسطها ويبقي فيها الباسور أو البواسير داخل المستقيم دون تغيير لوضعيتها، بينما تخرج بواسير الدرجة الثانية عند التبرز وتعود للداخل بشكل تلقائي إلي الداخل، في حين تخرج بواسير الدرجة الثالثة عند التبرز وتستلزم استخدام إصبع اليد لردها مرة أخري إلي الداخل وإلا ستبقي بالخارج. وأخيراً فإن بواسير الدرجة الرابعة هي الأصعب وتظل بها البواسير بالخارج بحيث لا يمكن ردها إلي الداخل حتى باستخدام إصبع اليد. والآن يمكننا بالتفصيل تقسيم اعراض مرض البواسير إلي:
أولاً: اعراض مرض البواسير الخارجية:
كما ذكرنا، فإن البواسير الخارجية يسهل رؤيتها من الخارج، وبالتالي فإن السبيل الأول والأهم لتشخيصها هو رؤيتها من الخارج، كما أن المريض يمكنه الشعور بها من الخارج. أما بعد الشعور بها ورؤيتها فإن الشعور بها هو أهم ثاني عرض لمرض البواسير الخارجية، فغالباً ما يصاحب هذا النوع من الإصابة الألم والحكة وظهور الالتهابات والإفرازات المائية والنزيف الدموي.
ثانياً: اعراض مرض البواسير الداخلية:
أهم اعراض مرض البواسير الداخلية هو ظهور دم أحمر متقطع بعد الانتهاء من التغوط أو التبرز، ويظهر هذا الدم في صورة نقاط أو قطرات خاصة في حالة كان البراز قاسي وكبير، مع ملاحظة كون ذلك يظهر مع عدم الشعور بالألم. وغالباً لا يشعر مريض البواسير الخارجية بإصابته إلا إذا امتلأت البواسير بالدم وكونت جلطة يختلف حجمها من البسلة حتي حبة الجوز، لكن ما يعرفها هو أنها تشكل كتلة حول فتحة الشرج وتتميز هذه الكتلة بلونها الأزرق. جدير بالذكر هنا أيضاً ان شعور المريض بالألم يزداد لمدة 2 يوم ومن ثم تذوب الجلطة وتكون أكياس جلدية فارغة صغيرة ويبدأ شعور المريض بالألم بالزوال في غضون فترة لا تتعدي 7 أيام.
ملحوظة هامة للغاية: يجب عند رؤية دم عند التبرز الذهاب فوراً إلي الطبيب للتأكد من أن سبب هذه الظاهرة هو البواسير، فهذا العرض يظهر أيضاً عند الإصابة بأمراض خبيثة بالمستقيم -لا قدر الله- ولذا لا يجب التهاون في هذا الأمر علي الإطلاق. أما بعد التأكد -إن شاء الله- من سبب هذا العرض فللبواسير الداخلية العديد من طرق العلاج الطبيعي والدوائي والجراحي. ويلاحظ هنا أهمية الذهاب مبكراً إلي الطبيب، فتأخر العلاج يطور مرحلة ودرجة الإصابة ويبعدنا عن العلاج الطبيعي ويقربنا من العلاج الجراحي ويطيل من شعورنا بالألم، مع خالص أمنياتنا بالشفاء العاجل ودوام الصحة وطول العمر.